في الثالث والعشرين من سبتمبر لعام 2025، تتجدد في قلوبنا حكاية وطن، وتتعمق في أرواحنا قصة أمجاد لم تُكتب بمدادٍ وحسب، بل رُويت بدماء الرجال، وعرق السواعد، وحكمة القادة. ليس هذا اليوم مجرد ذكرى عابرة، بل هو لحظة تأمل في مسيرة بدأها المؤسس الملك عبد العزيز، رحمه الله، حين وحّد شتات الأرض والقلوب تحت راية التوحيد، ليبدأ عهدًا من الأمن الذي ما زلنا نرتوي من معينه الصافي حتى اليوم.
ننظر اليوم إلى إنجازات تعانق السماء، وإلى وطنٍ لم يعد صحراء قاحلة، بل واحة غنّاء تتوهج بالتقدم في كل ميدان. كل حجرٍ وُضع، وكل فكرةٍ أُطلقت، وكل مشروعٍ شُيّد، يحمل في طياته إرث أولئك الأجداد الذين عانوا قسوة الحياة وشظف العيش، كما روى لنا آباؤنا عن زمن الخوف وعدم الاستقرار، زمن كان فيه الأمان أمنية بعيدة المنال. اليوم، وبفضل الله، نعيش في ربوع مملكة أصبحت روح الأمان تملأ أركانها، وسنابل الحب والرخاء تُزهر في كل ركن من أركانها.
ومع قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، يتواصل البناء بوتيرة لم يشهدها التاريخ. إنهم قادة يرون المستقبل بعينٍ ثاقبة، ويخططون له بعزيمة لا تلين. رؤية 2030، التي كانت قبل سنوات مجرد طموح، أصبحت اليوم واقعًا نلمسه في مدنٍ تتشكل، وفي اقتصادات تتنوع، وفي مشاريع تحول أحلام الأمس إلى حقائق اليوم. نشهد كيف أن "جسد" الوطن يُشفى من كل آفة، ليرفل بثوب الصحة والعافية، وعقله يفكر ويبتكر وينتج بكل قوة واستمرار. إن خادم الحرمين الشريفين، رجل الدولة والسلام، رجل الثقافة والإنجاز والتطور، قد اكتسب الخبرة في مجال عمله كأمير لأكبر المناطق، ورجل المجتمع الأول المخلص، وهو يُجبل على الإخلاص في العمل والإصرار على التطور.
في هذا اليوم الوطني لعام 2025، نجدد العهد والولاء، ليس مجرد واجب، بل هو نابع من فيض الحب الصادق لهذا التراب الطاهر، ولهذه القيادة الملهمة التي تعمل ليل نهار من أجل سعادة المواطن ورفعة الوطن. إنها مسيرة تتجلى فيها عظمة الدين وعزيمة الإرادة، مسيرة تجعل هذا الوطن في مصاف الدول الكبرى، شامخًا كقبلة العالمين ومهد الرسالة. أشعر بقيمة هذا البلد العظيم الذي منحني الاستقرار والعيش الهنيء، وأفتخر بانتمائي لأمة لها قيمتها وشموخها عالميًا.
من أعماق القلب، نبعث بأسمى آيات التهاني والتبريكات لقائدينا العظيمين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإلى شعب المملكة العربية السعودية الكريم. إننا فخورون بانتمائنا لهذه الأمة العريقة، وواثقون بأن الأيام القادمة ستحمل معها مزيدًا من الإنجازات التي تضيء دروب المجد، وتؤكد أن وطننا يسعى دائمًا نحو التقدم والازدهار، مدعومًا بإيمان راسخ وطموح لا يعرف الحدود.
بدر بن مرزوق بن مسعد
رئيس مركز عين البراحة
تعليقات
إرسال تعليق